شبكة قدس الإخبارية

تقرير: طوفان الأقصى كشفت ما هو مخفي في "بيئة الاحتلال الاستراتيجية" 

1-1707004

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، تقريرا اليوم الثلاثاء، قالت فيه إن معركة طوفان الأقصى وأحداث السابع من أكتوبر والحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة؛ كشفت عن تغييرات كبيرة في البيئة الاستراتيجية والعملية للاحتلال والتي بدأت منذ سنين.

وأشار التقرير، إلى أنه لم يعد بإمكان الاحتلال تجاهل تحولات أساسية وتحديات في المستقبل المنظور، وهذه الاتجاهات تنذر بعهد جديد وخطير لم تعهده "إسرائيل" من قبل، ولم تستوعبه أيضا، ويستوجب إعادة تنظيم وتغييرات أساسية في مفهوم الأمن القومي وسلم الأولويات القومي.

وقال التقرير، إن التهديدات التي تواجه الاحتلال ترتفع بشكل خطير، بينما تفوقها العسكري وقدرات مواردها التقليدية في مواجهة التحديات المتفاقمة تتراجع وتضعف، ومكانتها الإقليمية والعالمية وقدرتها على الردع في مهب الريح.

ووفقا للتقرير؛ فإن التحدي الأول في المستوى الاستراتيجي، هو تزايد قوة إيران العسكرية والسياسية، فيما الاحتلال غارق في الحرب في غزة والولايات المتحدة تركز على المنافسة مع الصين وحرب روسيا مع أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يجعل إيران ترصد فرصة تاريخية لصناعة القنبلة النووية.

وأضاف التقرير، أن الحرب على غزة، هي معركة واسعة ومعلنة وغير مسبوقة، خلقت مواجهة مباشرة بين الاحتلال وإيران وبين الاحتلال وشركاء إيران في المنطقة، على حد وصف التقرير، الذي أشار إلى أن علاقات إيران مع روسيا والصين تتعمق وتمنحها دعم دولتين عظميين فيما الردع الأميركي يتآكل.

وذكر التقرير، أن الظروف الداخلية في معظمها لما يشمل الاقتصادية والحكومية والأمنية؛ تتفاقم وضعفها يتعمق والعداء فيها للاحتلال يتصاعد، كما أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يتسع ويتعمق ويتصاعد، فيما الاستراتيجية الإسرائيلية، تتذبذب.

ولفت التقرير إلى أن تصاعد الصراع ينعكس سلبا على أمن الاحتلال في جميع الحلبات الأخرى، ويجعل من الصعب عليه إنشاء عمق استراتيجي في الشرق الأوسط والحلبة العالمية، ويستهدف مكانته في العالم بشكل بضر بصورة قوته واقتصاده، وبقدرة تسلحه وعمل الجيش. كما أن الاحتلال يتجه إلى عزلة دولية وإقليمية ويتعرض لعقوبات ومقاطعة وحظر بيعها أسلحة وتهديدات قانونية متفاقمة.

وفي المستوى العملي، يقول التقرير، إن الحرب في غزة، التي وجدت حكومة الاحتلال نفسها فيها أنها في مواجهة على سبع جبهات، كشفت الاحتمال المتزايد لحرب متعددة الجبهات، وتشمل هجمات كثيفة ضدها بالتزامن من عدة جبهات، ومن خلال تعطيل طرق التجارة والإمدادات لها.

وأشار إلى أنه بات طبيعيا في ظل الحرب على غزة إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية وطائرات مسيرة باتجاه فلسطين المحتلة من جانب إيران مباشرة وحزب الله واليمن والعراق، وهذا الوضع يهدد أمن الاحتلال ويضعه أمام صعوبات كبيرة واستنزاف، ما سيؤدي إلى ضعف قدرة الاحتلال على مواجهة مجمل التحديات.

ولفت التقرير إلى تزايد الأصوات التي تتعالى في الولايات المتحدة وتنظر إلى الاحتلال على أنه عبء أستراتيجي أكثر من كونها موردا استراتيجيا، كما أن هناك اتجاهات نفور من الاحتلال الإسرائيلي في أوساط الشباب الأميركي، ومن ضمنهم اليهود، وهو ما يدل على مشكلة استراتيجية في المستقبل، مثلما تجسد ذلك في المظاهرات الأخيرة في الجامعات الأميركية.

كما وتشتد التحديات أكثر في ظل الانقسام الداخلي لدى الاحتلال على خلفية أزمة إضعاف القضاء والمؤسسات والفجوات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والدمج بين جميع التحديات الداخلية والخارجية يُنشئ واقعا جديدا وتحديا لاستقرار الاحتلال في الشرق الأوسط والعالم.